تَنَفَّسْ يَا صَبَاحِي.. :)


لأوّل مرّة منذ مدّة طويلة، أتَنفس جمال الصّباح بعمق كما فعلت اليوم،
لا، بل أظنّها المرة الأولى في حياتي التي أفعل فيها هذا !
هناكَ شيء ما في الأفق، هناكَ بهجة تلوح لي وإن كان قلبي عاجزا عن إبصارها..
وأحدهم حتما، أمضى الليلة يدعو لي - لا أعلم من هذا الشخص- لكنني مُتيقنة من ذلك! ، هنالك طُمأنينة عجيبة تُغلّف قلبي المكلوم وتهمس له بأن يكفّ عن مراسم حزنه، هنالك هواء منعش يُحاول أن يتسرب إلى رئتيّ رغم عدم قدرتي على احتوائه، هنالك وجع يُجهّز حقائبه لِيرحل من قلبي، مع أنّني لا أريد التّصديق أنّه قرّر الرحيل، أو..لعلّه لن يرحل؟
ليس مُهمّا..
المُهمّ أنّني بعد أن فرغت من صلاة الفجر،ذهبتُ لأقضي بعض الوقت هنا (مكان أحبّه)، ثم فرغت أمي من صلاتها، فتحَتْ الأبواب ليدخلَ نسيم الفجر إلى البيت، بعد ذلك قدِمَت لتُخبرني أنّ النسيم مُنعش في الخارج وأنّ السّماء المضيئة المظلمة التي لم تشرق فيها الشمس بعد تتخلّلها ألوان جميلة، وأنّ الشارع فارغ، ابتسمت وقلت : -حقا؟
وتركتُ الحاسوب لأتنفّس هذا الصّباح. لأوّل مرة منذ مدّة، خرجتُ إلى الشّارع المقفر أتأمّله وأستشعر السّكينة في النّسيم برفقة أمي، وقفت في الباب طويلا ، تجاوزت العتبة، تأمّلت الفراغ المدوّي واجتاحتني ابتسامة دون أن أشعر وأنا أستمع إلى زقزقة العصافير وعزف الصراصير البعيدة !   تأمّلت الجمال الذي يختبئ في الشّارع الذي يحوي بيتنا والنّخلات التي تقف بشموخ فوق الأرصفة في شوارعنا، حتى الأبنية ومنازل الجيران رأيت فيها جمالا !
ضحكت وقلت لأمّي: - هذا الفراغ يدعو للرّقص فيه ثم العودة :)
قالت لي ضاحكة : -نعم..على ما يبدو !
ثمّ دخلنا إلى البيت.
 لا أعلم مالسّر وراء الطّمأنينة والجمال اللّذان استشعرتهما، ولكن..رُبّما  كان ذلك فقط بسبب نداء أمّي فليس هنالك قلبٌ كقلب أمّي  :) ..
  
KhaOula 

تعليقات

  1. رائعة , وصف جميل جدا ً ... و مشاعر مُبهجة وصلت إليّ كقارئ ... شكرا ً خولة ..

    ردحذف
  2. مساء صباحا بعبق الورد
    هو قلبك الصافي الجميل السبب و الله مع الطيبين
    حفظ الله الماما لكِ قبلات يلها ولكِ

    ردحذف

إرسال تعليق

عطر أحرفك يشجعني