يحدث أن تأتي تلك اللّحظة التي تشعر فيها أنّك تائه تماما، وأنّك عاجز عن التواصل مع أيٍّ كان.
تِلك اللّحظة حين تشعر أنّ كلّ شيء في مرحلة الانهيار ، وأنك لا تستطيع الوصول إلى مُسبّبات الانهيار لتُوقفها،
في تِلك اللحظة تخسر الإيمان الذي بداخلك..
السعادة، الأمل، النّور: كلّ ذلك يُصبح مجرّد هراء، كلاما بلا معنى..
تشعر أنّك لا شيء سوى شبح مسحوق غير مرئيّ وتتساءل:
- لِمَ يحدُث هذا؟ كيف بدأت هذه الفوضى؟
هل أنا حقيقيّ؟
أم أنّني مجرّد عنصر في كابوس أحدهم وسأختفي قريبا؟
حينها فقط تُدرك أنّك عالق في لعبة الوهم.
هٌناك، حيث الفراغ، اللاّجدوى..
هناك، حيث تجعَّد كلّ شيء..
هناك، حيث ترفُض تواجد أيّ شخص وأيّ شيء، حتى أنّك قد ترفض رفقة ظلّك الخاصّ..
تُرهقك الجزئيّات والتّفاصيل الصّغيرة التي لا تنفكّ تلهو داخل روحك وتعبث بِعقلك، يُرهقك شبح الوحدة الذي -رغم تمسّكك به- إلا أنه يخنُقك. كلّ شيء يضيق بك شيئا فشيئاً حتّى إذا ماجاءت اللّحظة الأخيرة ينالُ منك العجز و تُصبح أشلاءً مُبعثرة لا تختفي ولا تُجمع وتبقى مُعلّقة في الفراغ إلى الأبد..
تعليقات
إرسال تعليق
عطر أحرفك يشجعني