يتّخذ البعض من العشق موقفا سلبيا، ومن أسباب ذلك أنّه -حسب رأيهم- يُلغي ذاتَ كلّ من العاشقَيْن بدعوى ما يسمى 'انصهار' كل منهما في معشوقه، ومن ذلك أنهم يقولون أنّ في الارتباط بروح أخرى تقييد لحريّتهم، ولكن قد فات هؤلاء أنّ للحب أسرار، و أن هذا 'الانصهار' من أسراره العظيمة ومن كراماته الواسعة. إنّ المُحبّ لَيصِل به العشق إلى التّوحد مع حبيبه ليصيرا روحًا واحدة وقلبًا واحدا ونفَسًا واحدا، و إنّ المُحبّ لَيبلغُ من العشق أن يتطبّع بطبع معشوقه و يتّصف بصفاته -دون أن يدري-، فيتراءى لك الشّبه جليّا بين العاشقَيْن حتّى أنّهما حين يبتسمان، قد ترى طيف كلّ منهما في ملامح الآخر.
ولكن ما كان لذلك أن يكون يوما إلغاءً للذّات، فعمليّة التوحّد الرّوحية تلكَ لا يمكن أن تتِمّ إلا حين يصل العشق لذروته، ولا يمكن أن تحصل إلا نتيجة أنّ كل من العاشقَيْن قد حرّر ذاته المفقودة التي وجدها في كيان حبيبه (تلك الذّات التي قد يقضي المرءُ عمرا بأكمله يبحث عنها وعن كيفية تحريرها). فللّه درّ كل عاشق حرّره عشقه حين وجد تلك الروح التي خلقت من أجله، فهو بذلك قد حقق اكتفاءه من الدّنيا.
واسألوا أهل العشق عن معنى العشق، سيقولون جملة واحدة لا غير: " أنت تدرك أنك عاشق فقط حين تتمكن من أن تقول لحبيبك بقلب موقن : 'يالّي انت حبك حرية'."
khaOula
كلمات جميلة جدا
ردحذفالحب سجن كبير لا نريد منه انفكاكاً
تحياتي :)
مدونتي الجديدة .. يسرني انضمامكم
http://almisha5asatieasoola.blogspot.com/
أحب حديثك عن الحب :)
ردحذفجميل
ردحذفمش لاقي تعليق!
ردحذفهأستعير كلمة نيللي مع بعض تصرف وأقولك: أحببت الحب من حديثك عنه :)