إليه.. ~



إلى الذي لا لون له، ولكنّ انعكاس السّماء فيه أهداه زرقة نُسِبت له وحده..
كُنتُ أنوي أن أبدأ كتابتي إليكَ بـ  "صديقي البحر" ثمّ قلت لنفسي "لا داعي للكذب" فأنتَ لم تكن صديقي يوما. أذكر أنني كتبت سابقا: ' أخاف من البحر أكثر مما أُحبّه'، ولكن أتعلم؟ لم يحدث أن أحببتُك أبدًا رغم أنّك أجمل وأعظم آيات هذا الكون. منذ الطفولة كُنت حين أزورك لا أجد السعادة أو المتعة التي يجدها الآخرون. كنتُ أشعر أنّه لا فرق سواء رأيتُك أم لم أفعل، وحين كبرتُ قليلا ظننتني بدأتُ أُحبّك. كنتُ قد بدأتُ أشعر أنّ تأمُّلك يمنحني شيئا من السَّكينة الحلوة وأنّ صوت أمواجك يمنح أعصابي شيئا من السلام المفقود.
أعلم أنني لستُ مثلهم-أولئك الذين يقولون أنّ وجودهم بقربك ينسيهم همومهم ويمتص وجعهم، أعلم أنّني حاولت أن أدرك ذلك السّر الذي أخبروني عنه، حاولت اكتشاف سر المواساة فيك، لكنّني لم أرك تحزن لحزني ولا تبعد همّي، لم أستطع أن أراك سوى كـ 'كائن' مكابر أنانيّ حزين يرغب في معرفة أسرار كل من يقصده ويأبى أن يتكلم.
 أعترف أنني قد شهدت لحظات من الجمال والجلال في حضرتك، ولكن لطالما كان هنالِك شيء لم أستطع إدراكه.. لماذا يربطني بكَ هذا الشجن؟ لماذا يمتلئ قلبي بوجع غريب كلما اقتربت منك؟ لماذا تختنق العبرات في عينيّ كلما رأيتُك؟ لماذا أشعر بتلك الرهبة كلما سمعتُ صوت أمواجك وكلما لامستني مياهكَ الباردة؟ لماذا رغم الأشجان التي تغرسها فيَّ أريد الغوص في أعماقك واكتشاف أسراركَ؟ ولماذا يكبر فيَّ ذلك الشعور كلما كبرتُ؟

KhaOula

تعليقات

  1. يقال ان البحر هو دموع السماء .. ودائما يرافقه الغموض
    وربما لان التواصل هو بالنظر .. فكلما نظرت إليه علم ما تشكين ويشغلك

    من طفولتي أحب البحر وحتى هذه اللحظة .. وأجزم انه من الحب الأبدي
    دام حرفك عزيزتي
    -=¤§ آس §¤=-

    ردحذف

إرسال تعليق

عطر أحرفك يشجعني