من الغرفة المطلة على الفراغ


نحنُ لا نُقرّر الذّهاب ولا نَختارُه، كلتَانا نُدرِكُ هذا رفيقَتِي. كمَا نُدركُ  -وحدنا- أنّ لـ 'الذّهابِ' أبعادٌ مُتفرّدة لا يعلمُها سوانا، أنا وأنتِ.
 تَذهبين.. أتساءل: لِماذا، كيف؟ وأعيد التساؤل ألف مرّة لأفهم أخيرًا أنّ اللاجدوى تكمن في التّساؤل.
لقد نسيتُ لوهلة حين تساءلتُ، ونسيتِ لوهلةٍ حين فكّرتِ أنّك ستذهبين بعيدا عنّي يا رفيقة، أنّ هذا البعد مُحال بيني وبينكِ وإن أردناه. وحدكِ تعلمين لماذا.
قد نسيتُ ونسيتِ لوهلةٍ، أني امتلكتُ كوبكِ الأصفر وأنّنا تركنا الـ 38 وكُنّا هنا.
الخواء والبرود والذنب لوجودنا بين آخرين لن يزيدهم وجودنا إلا أذى، ليس ذنبهم أنهم لا يفهمون، ليس ذنبهم أنّهم لم يستشفّوا من الأمر كله سوى أنانية مفرطة منّا!
أعلم جيدا، كما تعلمين أنّ الذّهاب وحده يُجدي. وأنّ الخطوات معدودة ومحدودة في آن واحد، وأن باب الخروج مغلق ومفتوح في الآن نفسه، وأنّ الغرفة المطلة على الفراغ هي الوحيدة القادرة على بعثرة كل شيء بطريقة نقبلها وأنّ كل تلك الأرواح العالقة التي تُشع ستخسر ألقها حين نصل إليها، لكن على الأقل ذلك الألق قد يجعل من الرمادي فضّيا، وسيكون أجمل من الأصفر كثيرا. ولن يفهم ذلك التحول سوى أنتِ وأنا.

-إليها، القريبة البعيدة-

KhaOula 

تعليقات