مترجم: "مواطن الجمال في أن تكون كاتبا"


أن تكون كاتبا، أو تحاول أن تكون، أمر محبِط أحيانا.

 عادة ما يكون ذلك بسبب كتاباتك ذاتها، إمّا لأنّها ليست جيدة بما يكفي، أو ببساطة لأنّها ليست بالجودة التي تخيلتها.

 أحيانا أخرى، يُحتمل أنّ المحرّرين والنّاشرين هم سبب ذلك العناء. 

وأحيانا يكون ذلك جرّاء انخفاض المبلغ الذي تتقاضاه.

 وربّما من حين لآخر، يُعتقد أنّها عقدة الورقة البيضاء (وإن سألتني لَقلت ماهي إلا مرادف فاخر للكسل). 

وفي بعض الأيّام السّيئة كلّ ما سبق ذكره يأتي مجتمعا، مما يولّد لديك تلك الرّغبة في أن تحرق كل كتبك وأوراقك وتكسر قلمك وتصبح رجل أعمال.

رغم ذلك، هناك بعض الجوانب الجميلة في أن تكون كاتبا.

أوّلا، الشعور بالاطمئنان. أنا أشعر بالقلق الفكريّ إن لم أكتب، تتسابق أفكاري ولا يمكنني تهدئتها، لا يمكنني أن أفكّر بوضوح. أشعر أن الوقت ينزلق مني ولا أستطيع استثماره فيما ينفع.

ثمّ هناك التنوير الذي تمنحه لي الكتابة. قبل أن أتعرّف على الكتابة كنت أكثر بساطة ممّا أنا عليه الآن، لم أكن أفهم العالم المحيط بي بقدر ما أفعل حاليّا. لم أعلم أنّ هناك جمالا في المعاناة، و حزنا في البهجة، ولا أنّ الحبّ يأتي في أكثر من شكل. ولم أكن أعلم أنّ أكبر خصم للشّخص لا يوجد في محيطه الخارجي، بل في داخله، في ذاته.

أخيرا، هناك التوقف عن الحكم على الآخرين. كي تكتب جيّدا، عليك أن تتأمّل النّاس وترصدهم، وما أن تتعوّد على ذلك، ستبدأ في تخيّل الشعور الذي يولّده أن تحلّ محلّهم، ستصبح أكثر تسامحا.

أعتقد أنّك حتى تستمتع بمواطن الجمال الكامنة خلف كونك كاتبا – والتي هي في أغلبها معنوية وروحية إلى أن تكتب كتابا أواثنان ليتصدّرا قائمة أكثر الكتب مبيعا على الأقل – عليك أن تعانق الكتابة  لماهي عليه: عمليّة ممتعة تتحدّى عقلك و تداعب قلبك و تورّط كينونتك كلّها.

أنا أحاول أن أتوقف عن التفكير في الخلود وأركّز على جمال الكلمات ولعبتها المؤذية.

أنا أحاول أن أرى الكتابة على أنها المنتهى في ذاتها، ونهاية العبث المضطرب.



تعليقات