علقت تلك العبارة في غرفتي لسنوات أمضيتها في البحث عن نفسي. كنت أبحث عن نفسي دون معرفة أي شخص، كنت أبحث عن نفسي مع نفسي. لم أنطلق بعيدا عن الأهل والأصدقاء ولم أجرب اشياء جديدة. كان ذلك فقط يحدث في عقلي، ما أريد أن أكون ومع من أريد أن أكون و كيف أريد أن أكون. استغرقت أكثر من عشرين سنة لأعرف ما أنا و أتصالح مع ذاتي، استغرقت قلبا كاملا لأقترب من الحب ثم ابتعد عنه واتعلم حب نفسي قبل أي شخص آخر. استغرقت روحا تستند على الألم والوحدة لأجد الأمل.
لا جديد تحت الشمس يا صديقي..
كل شيء يتكرر كما بدأ سوى أن ذاكرتي أسقطت أحداثا وأشخاصا وأماكن رغبت في تجاوزها دون تفكير.
أفكر كثيرا أن الحياة لن تنتظر كثيرا والجهود المبذولة ستصبح عدما ذات يوم، لكنها رغم ذلك تُبذل، رغم ذلك تزرع ابتسامة في قلب شخص ما وفكرة في عقل آخر و أملا في روح آخر. تلك الجهود تستحق أن تبذل وإن كان تأثيرها لا يتجاوز الثانية. ويأخذني ذلك للتفكير في أثر الفراشة وكيف يمكن لأي تغيير لحظيّ أن يصنع آثارا عظيمة، و يأخذني ذلك لدرويش حين يقول:
" أَثر الفراشة لا يُرَى
أَثر الفراشة لا يزولُ
هو جاذبيّةُ غامضٍ
يستدرج المعنى، ويرحلُ
حين يتَّضحُ السبيلُ
هو خفَّةُ الأبديِّ في اليوميّ
أشواقٌ إلى أَعلى
وإشراقٌ جميلُ
هو شامَةٌ في الضوء تومئ
حين يرشدنا الى الكلماتِ
باطننا الدليلُ
هو مثل أُغنية تحاولُ
أن تقول، وتكتفي
بالاقتباس من الظلالِ
ولا تقولُ…
أَثرُ الفراشة لا يُرَى
أُثرُ الفراشة لا يزولُ! "
تعليقات
إرسال تعليق
عطر أحرفك يشجعني