من ذاق عرف.. رواية للكاتبة المصرية شيرين سامي، صاحبة روايتي قيد الفراشة وحنّة.
يقال أننا لا ندرك قيمة الشيء إلا عندما نفقده، لكنني عشت مؤخّرا في رواية مع امرأة مشرقة تدعى ليلى، شاركتها رحلتها بشغف لأدرك أننا لا ندرك قيمة أنفسنا إلا حين نفقدها ثم نستعيدها.
قد تبدو لك الحكاية في الوهلة الأولى مغامرة امرأة تترك حياتها اليومية لتبحث عن والدها المفقود، لكن بينما توهمنا الكاتبة أنها كذلك نكتشف أنها في الحقيقة رحلة بحث عن الذات وأن ليلى مدركة لذلك، في عالم تربطها فيه مسؤولياتها وعلاقاتها رغما عنها.
مع كل خطوة تخطوها ليلى سترتسم لك آلاف المعاني أمامك، وسترتبط بشكل أو بآخر بهذه الشخصية التي كانت تتمزّق بين خوفها من خطئها في حق أبنائها وحق من تحبهم و خطئها في حق نفسها، ستخبرك ليلى عن طريق رحلتها كيف يجب أن نتخلى عن فكرة التضحية السلبية لأنها لن تفيدنا ولن تفيد أحباءنا، بل ستضر جميع الأطراف، وكيف يجب ألا تتخلى عن روحك المليئة طاقة وشغفا لأنك بذلك تكون حكمت على نفسك بالموت.
أحببت شخصية مازن وبدأ لي حضوره مريحا جدا إذ بدا معنى أكثر من كونه شخصا. مازن يشبه خيط النور الذي يرشدك لمسارك الصحيح ثم تنتهي مهمته ويختفي، لم يكن ظهوره ماديا في الرواية ولكنه كان مكثفا فكأنه روح ليلى الضائعة وشغفها الذي تبحث عنه.
أعجبتني أيضا النهاية المفاجئة للرواية، كانت غير متوقعة وعنصر المفاجأة وخصوصا في النهاية من عناصر الإبهار بلا شك.
أنا متيقنة أن كل من يقرأ هذه الرواية التي كتبت بأسلوب أنيق ومميز، سيخرج بروح ممتلئة و مرتاحة وسيفهم جيدا أن وحده من ذاق لذّة معرفة الذات، عرف أن لا شيء يضاهيها.
khaOula
تعليقات
إرسال تعليق
عطر أحرفك يشجعني