ولكن كيف للروح أن تتحمل كل ذلك دون أن تذبل؟

 


Starry night over the Rhone - Van gogh



في لحظة ما، قد يبدو كل شيء خافتا وباهتا ومظلما، وفي لحظات أخرى، قد نقنع أنفسنا بالبحث عن معنى، حتى نتأقلم ونعيش، حتى لا نفقد ما يربطنا بهذه الحياة الغريبة.

 قد ترى حلما غريبا وتتساءل عن معناه، مرة ثم أخرى حتى يصبح لديك هوس عجيب بالأحلام.

 قد تقنع نفسك أن كل شيء يحدث لسبب ما، فترى إشارات ليست حقيقية، فقط هي من صنع أوهامك التي تنشأ من رغبتك في رؤية شيء ليس حقيقيا.

قد ترسم لنفسك هدفا، تعتقد أنه سيمنح حياتك رونقا آخر، وحين تحققه، تكتشف أنه كان يفترض بك أن تشعر بالامتلاء، لكنك بدل ذلك تشعر بالفراغ، تشعر بأنك بلا معنى وبلا وجهة. حينها ستجلس وحيدا تتأمل الفراغ وتفكر في حقيقة الحياة، أو سترسم لنفسك هدفا آخر لتمنح نفسك أملا جديدا، أو ستعيد التفكير حول ما يجب أن يخلق المعنى في حياتك حقا.

هناك أشياء كثيرة في الحياة، كلها مجرّدة، خالية من المعنى، خالية من الأمل، خالية من الدوام، لأن لا شيء في هذه الحياة باق والتغير هو الوحيد الذي يفرض دوامه، لكن رغم ذلك، هذه الأشياء تجعل الحياة ذات قيمة، تجعل السنوات القليلة التي نمضيها هنا محتملة وجميلة، رغم الآلام، رغم الأمراض، رغم الكوابيس ورغم سوء العالم وعبثية الحياة، تلك الأشياء الصغيرة تنقذنا من كلا معالم الخراب التي داخلنا والتي حولنا، والتمسك بها صعب و مجز في الآن نفسه.

العائلة

الأصدقاء

الحب

السماء

النجوم

اللين

الموسيقى

الألوان

الابتسامات 

التفاصيل الصغيرة

والغرباء اللطفاء الذين لا نعرفهم، لكنهم قد يتركون أثرا أزليا من لحظات عابرة

لكن كل هذا لن  يعني شيئا، إن لم تشعر روحك به، إن لم تؤمن به، إن لم تحاول من أجله، لا شيء سيكون له معنى إن لم تختر أن تمنحه معنى، لأنك أنت وحدك المعنى الحقيقي، وروحك وحدها قادرة على منح المعنى للأشياء والتفاصيل والأشخاص.

ولكن كيف للروح أن تتحمل كل ذلك دون أن تذبل؟




خولة

تعليقات